أمكانا حول العالم:

النظام الضريبي في مصر من خلال الركيزة الأولى والثانية لاصلاحات منظمة التعاون الاقتصداي والتمنية

في المشهد المتطور للضرائب الدولية، قدمت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) إطارين مهمين: الركيزة الأولى والركيزة الثانية. تهدف هذه الأطر إلى معالجة التحديات التي تفرضها رقمنة الاقتصاد وممارسات تآكل القاعدة وتحويل الأرباح (BEPS) من قبل الشركات متعددة الجنسيات (MNEs). ويطرح تنفيذها تحديات وفرصًا لدول مثل مصر، لا سيما فيما يتعلق بتطبيق قوانين ضريبة الدخل المحلية ومعاهدات الازدواج الضريبي الحالية.

الركيزة الثانية: ضمان الحد الأدنى من الضرائب على الشركات متعددة الجنسيات

وتهدف الركيزة الثانية إلى ضمان قيام الشركات المتعددة الجنسيات الكبيرة بدفع الحد الأدنى من الضرائب على الدخل الناشئ في كل ولاية قضائية تعمل فيها. يهدف هذا الحد الأدنى من الضريبة العالمية إلى معالجة المشكلات المتبقية بشأن تآكل الضريبة ونقل الأرباح، مثل تحويل الأرباح إلى الولايات القضائية منخفضة الضرائب واستخدام استراتيجيات التخطيط الضريبي القوية لتقليل الالتزامات الضريبية.

بالنسبة لمصر، قد يتطلب تنفيذ الركيزة الثانية إدخال تعديلات على قوانين الضرائب المحلية لإدخال حد أدنى لمعدل الضريبة الفعلي للشركات متعددة الجنسيات العاملة ضمن نطاق ولايتها القضائية. وقد يشمل ذلك فرض ضريبة إضافية لضمان قيام الشركات المتعددة الجنسيات بدفع الحد الأدنى من الضرائب على أرباحها، بغض النظر عن استراتيجيات التخطيط الضريبي الخاصة بها. اعتبارًا من عام 2024، تعمل سلطات الضرائب المصرية بنشاط مع أصحاب المصلحة لوضع إطار قوي يتماشى مع متطلبات الركيزة الثانية، بهدف تعزيز المركز المالي للبلاد دون ردع الاستثمار الأجنبي. بالإضافة إلى ذلك، تدرس مصر دمج هذه القواعد الضريبية الجديدة في أجندة الإصلاح الاقتصادي الأوسع لتعزيز مناخ الأعمال بشكل عام.

الركيزة الأولى: إطار ضريبي مستدام للاقتصاد الرقمي

تم تصميم الركيزة الأولى لتقديم إطار ضريبي مستدام في الاقتصاد الرقمي اليوم، مما يضمن العدالة وتخصيص أكثر كفاءة للحقوق الضريبية. وهو يركز على الترابط وتخصيص الأرباح، بهدف منع تآكل القواعد الضريبية وتحويل الأرباح إلى الولايات القضائية منخفضة الضرائب من قبل الشركات الرقمية. ومن خلال إعادة تخصيص الحقوق الضريبية، تسعى الركيزة الأولى إلى معالجة تحديات القواعد الضريبية التقليدية التي لم تعد مناسبة للاقتصاد الرقمي.

وفي حالة مصر، قد يتطلب تنفيذ الركيزة الأولى إعادة تقييم قوانين ضريبة الدخل المحلية لاستيعاب القواعد الجديدة للترابط وتخصيص الأرباح، خاصة فيما يتعلق بالأعمال التجارية الرقمية. وقد يتضمن ذلك إعادة النظر في تعريف المنشأة الدائمة ومراجعة لوائح التسعير التحويلي لضمان توزيع الأرباح بشكل عادل بما يتماشى مع الأنشطة الاقتصادية التي تتم داخل مصر. وقد سلطت المناقشات الأخيرة في مصر الضوء على الحاجة إلى استراتيجيات محسنة للضرائب الرقمية للحصول على إيرادات من شركات التكنولوجيا الكبرى العاملة داخل البلاد. علاوة على ذلك، تدرس وزارة المالية المصرية فرض ضريبة على الخدمات الرقمية لضمان مساهمة الشركات الرقمية بشكل عادل في الاقتصاد.

التحديات والفرص أمام المشهد الضريبي في مصر

يفرض تنفيذ الركيزة الأولى والثانية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في مصر العديد من التحديات والفرص للمشهد الضريبي في البلاد. فمن ناحية، فهو يوفر فرصة لتحديث ومواءمة قوانين الضرائب المصرية مع أفضل الممارسات الدولية، وتعزيز الشفافية والعدالة في النظام الضريبي. ومن ناحية أخرى، قد يؤدي ذلك إلى زيادة العبء الإداري على السلطات الضريبية والشركات، لا سيما فيما يتعلق بالامتثال للقواعد الجديدة ومتطلبات الإبلاغ.

ويجب النظر بعناية في تأثير هذه الأطر على معاهدات الازدواج الضريبي في مصر. وفي حين أن أهداف تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي تظل ذات أهمية قصوى، فقد تكون هناك حاجة إلى تعديلات لضمان توافق المعاهدات القائمة مع مبادئ الركيزة الأولى والركيزة الثانية. بدأت مصر مؤخرًا مفاوضات لتحديث العديد من معاهداتها الضريبية لتتماشى مع المبادئ التوجيهية الجديدة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، مما يعكس نهجًا استباقيًا للتعاون الضريبي الدولي. كما أنشأت الحكومة المصرية فريق عمل لمراقبة وإدارة عملية التحول، بما يضمن التكيف السلس مع المعايير الضريبية الدولية الجديدة.

ولا تزال هناك تحديات، لا سيما فيما يتعلق بتفسير وتطبيق القواعد الضريبية الجديدة وتنسيق السياسات الضريبية على المستوى الإقليمي. قد تؤثر الاختلافات في الأنظمة القانونية والقدرات الإدارية والهياكل الاقتصادية أيضًا على تنفيذ الركيزة الأولى والركيزة الثانية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في هذه الولايات القضائية. على سبيل المثال، تسلط المناقشات الجارية داخل مجلس التعاون الخليجي الضوء على التعقيدات التي تكتنف تنسيق السياسات الضريبية بين الدول الأعضاء مع احترام السيادة الوطنية.

مستقبل النظام الضريبي في مصر

ومن خلال تبني إطاري الركيزة الأولى والثانية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تتاح لمصر الفرصة لإحداث ثورة في نظامها الضريبي، مما يضمن بقاءه تنافسيًا وعادلاً في الاقتصاد العالمي. ويعد هذا التحول، على الرغم من التحديات، بتعزيز الاستقرار المالي في مصر وجاذبيتها كوجهة للاستثمار. ومن خلال التخطيط الاستراتيجي والتعاون بين أصحاب المصلحة، تستطيع مصر الاستفادة من هذه الإصلاحات الضريبية الدولية لدفع النمو الاقتصادي وتحسين العدالة الضريبية، مما يشكل سابقة للاقتصادات الناشئة الأخرى.

 للرد على اي استفسار قم بملء النموذج او تواصل معنا على  info@eg.andersen.com

Written By

Hamdy Yahia - Tax Partner

إرسل لنا رسالتك

Posts - Page Form Ar
Newsletter

door